قصة حياة الشهيد كيرياكوس اصغر شهيد عندة 4 سنوات والقديسة يوليطة امة ج2
" ، فردد الطفل مقولة أمه قائلا : " أنا مسيحي ، أنا مسيحي " ،
فإزداد الوالي غضباً
وأمر أن يجردوا القديسة من ملابسها
وتجلد مبرحاً حتى يتمزق جسدها .
بينما كان الجلادون يضربون القديسة أمام إبنها بكل وحشية كانت هي تصرخ قائلة " أنا مسيحية ، ولن أقدم تقدمات للأصنام , أنا مسيحية " ، وكانت تحتمل آلام التعذيب بكل إيمان وفرح وهي تنظر نحو إبنها تعطيه درساً عملياً في التمسك بالإيمان والثبات عليه .
أما الوالي فكان يحاول ملاطفة الطفل كيرياكوس وأراد أن يقبله ، إلا أن الطفل لم يلتفت إليه بل كانت عيناه محدقتان تجاه امه وهو يرى التعذيب الذي تناله أمه من أجل إيمانها بالمسيح .
وكان كيرياكوس يبعد وجه الوالي عنه بيديه ورجليه ، ثم بدأ يصرخ بكلمات أمه بصوت عال في وجه الوالي " أنا مسيحي أنا مسيحي أنا مسيحي " ، فغضب الوالي وإزداد حنقاً وغضباً من الطفل العجيب الذي يعترف بإيمانه .
فأمسك بإحدى رجليه ووقف أمام كرسيه ثم طرح كيرياكوس بكل قسوة ووحشية من مكانه ، فأرتطمت رأس الطفل بزاوية إحدى الدرجات المقام عليها الكرسي فإنشقت رأس الطفل وسالت دماؤه ، وما لبث أن لفظ أنفاسه وفارق الحياة شهيداً لينال إكليل الشهادة .
وأحدث هذا الحادث الوحشي إضطراباً عنيفاً في قاعة الحكم كلها ، أما القديسة عندما نظرت بعينها هذا المشهد الرهيب فقد أظهرت إبتهاجاً وتهليلاً يفوق الوصف ، ثم رفعت عينيها نحو السماء بوجه مملوء بالفرح وروح هادئة قائلة بصوت خشوعي : " أشكرك ياربي وإلهي يسوع المسيح لأنك قد أجَّّلتَ موتي إلى هذه الساعة التي فيها إستطعت أن أشاهد إبني الحبيب كيرياكوس قد مات قبلي لأنك أهلت كيرياكوس أن يكون مع الملائكة في السماء وينال الإكليل الأبدي غير الفاسد ـ مما يقويني ويشجعني حتى ألتقي معه في حضرتك الإلهية أيها المسيح إلهنا الصالح " .
عذاب القديسة وإستشهادها
كان إستشهادالطفل كيرياكوس بهذه الطريقة الوحشية بمثابة طعنة بالغة أحزنت الوالي ألكسندروس وجميع الحاضرين، وفي وسط هذه المشاعر المحزنة كان الجلاد قد حركه الغضب ضد القديسة يوليطة لأن الوالي قد صرعلى أسنانه كيداً وغيظاً، فأمر الجلادين أن يربطوها بإرتفاع عن الأرض وأن يمزقوا جسدها بمخالب من حديد وأن يصبوا على رجليها كمية من الزيت المغلى غلياً شديداً ، وبعد أن تمموا ذلك جعل الوالي أحد المنادين المشاغبين يصرخ بأعلى صوته قائلا :
" يا يوليطة أشفقي على ذاتك ، قدمي ذبائح للآلهة فتخلصي من العذابات ولا تنتهي حياتك بالموت القاسي " غير أن القديسة كانت بكل ثبات تحتمل كل هذه العذابات بشجاعة صابرة على هذا بكل هدوء ، وكانت تهتف بإبتهاج صارخة " إنني عبدة ليسوع المسيح إبن الله الوحيد الذي به خلق الله الآب الأشياء كلها ، وأنا لا أشتهي موضعاً آخر سوى أن أنطلق من هذه الحياة سريعاً لكي ألحق بإبني الحبيب كيرياكوس، لا أريد شيئا ولا أتوق إلى مرغوب آخر إلا أن أكون مع إبني الطوباوي برفقته هناك في السموات متمتعين في فردوس النعيم إلى أبد الآبدين آمين "، فعندما سمع الوالي الشرس هذه الكلمات إزداد غضباً وصياحاً، فأمر بإستعمال أنواعاً وأشكالاً أخرى من العذابات القاسية والأشد تنكيلاً، ثم بعد ذلك أمر بقطع رأسها وطرح جثتها مع إبنها كيرياكوس. فقام الجلادون تبعاً لهذه الأوامر الصادرة إليهم من الوالى بربط الشهيدة بحبل في عنقها وسدوا فمها بسدادة وكتفوها ثم ساقوها إلى المكان المعد للقتل ، وعندما وصلت الشهيدة إلى هذا المكان توسلت لدى الجلادين أن يعطوها مهلة بضع دقائق حتى تقدم إلى الله صلاتها الآخيره، فبنوع من العطف ترك لها الجلادون مهلة يسيرة ونالت اكليل الشهادة صلاتهما فلتكن معنا امين
صلوا لاجلي