لو قرات الرساله

فى احدى المدن كانت تعيش اسرة رجل وامرأته واولاده الثلاثة وكان هذا الرجل يعمل بالتجارة ويعاونه ابنه الاكبر وفى احد الايام سافر الرجل وطال سفره فأرسل لأبنه الأكبر رسالة يشرح له سبب غيابه ويعرفه ماذا يفعل تجاه علاج والدته عندما تشعر بأزمة المرض وعن دفع مصروفات أخوته ودرسوهم وخلافهم من شئون البيت وكانت هذه الرسالة مغلفة بغلاف جميل المنظر يسر الناظر اليه ..

+ وعندما تسلم الابن الرسالة فرح بها ولكن للأسف لم يفتح الغلاف ليعلم ما بها ولكنه اكتفى بأن ينظر الى الغلاف ويفرح وينصرف لتجارته فتاه بين المكسب والخسارة وحساب الأرباح وبعد قليل ماتت الأم أسر ازمة لم تجد فيها العلاج ورسب الأخوة فى الأمتحان نتيجة لعدم المذاكرة والعناية .

+ حينئذ حضر الأب من السفر وقد علم بما حدث فأخذ يسأل ابنه عن رسالته التى ارسلها له فقال له يا ابى من حبى الكثيرلك وضعت رسالتك فى علبة ذهبية محلى بالحجارة الكريمة ورسمت صورة الغلاف على أيقونة ذهبية ووضعتها فى صدرى فأخذ الأب يعاتبه على عدم قراءة الرسالة قائلا ( لو قرأت الرسالة لما حدث لأمك وأخوتك...)

+ نعم..نحن قد تسلمنا الكتاب المقدس ووضعناه فى أفخم الأيقونات الموضوعة على صدورنا ووضعناها فى اعظم الأماكن ليلفت الأنظار اليها وفى حجارة الصالون وفى مداخل البيوت والشقق وكل يوم نرفعه من مكانه وننظف الأتربة من حولها ولكننا ولكننا لا نفتح صفحاته وننسى قول رب المجد" فتشوا الكتب لعلكم تجدوا خلاصاً لنفوسكم "
+ فأن كل كلمة من كلمات الأنجيل فيها عزاء لنفوسنا وشفاء لجروحنا وسرورا وابتهاجا لأرواحنا كقول داود النبى " عند كثرة همومى فى داخلى تعذياتك تلذذ نفسى "..فحينما نضع كلمة وانجيل الرب امامنا فللوقت تقول كما قال القديس اغسطينوس " حيثما اكون اجدك امامى لأنك حال فى كل مكان وبنعمة حلولك هذا اتقابل معك اينما اكون حتى لا اهملك لأنك بدونك لا وجود لى ".