أشكرك يارب من أجل نعمتك وجودك وبركاتك، وأي خزي يحيق بي ياإلهي عند تأملي كثرة أحستاتك، كم يجب علي أن أخجل بين يديك وأندم أمامك لدي مقابلتي جودك بجحودي، ونعمك بخيانتي ، وأحسانك بعصياني ، فأنت سمحت بأن تعبر علي السنة المنصرمة بسلام ، بينما أمرت الموت أن يحصد كثيرين ممن كانوا لا يزالون في ريعان الشباب كأغراس وأزهار زاهية ، مع إني أعترف بين يديك إني كشجرة يابسة عطلت الأرض سنوات عدة وكزرع غير مثمر ، لم أكتف بعدم الإثمار . بل ومنعت فروعا كثيرة من أن تنمو وتثمر ، كل ذلك وانت تتأني وتطيل أناتك علي ، وليس فقط لم تسمج بقطع حياتي من أرض الأحياء، بل كثيرا ما أنعمت علي بنعم وفيرة، وفضلتني علي سواي بخيرات كثيرة، وأقصيت عني كل ما من شأنه أن يؤذي حياتي، وأمرت الأمراض أن لا تقترب مني، وحفظت صحتي وانلتني نعما هكذا لا تحصى تؤول إلي تقديس النفس، ومع كل ذلك لم أقابلها بالشكر والطاعة لك بل أسأت التصرف وعصيت مرارا كثيرة ، وتعديت علي وصياك ، لكنك أله رحوم رؤوف لم تعاملني حسبما أستحق ، فأتوسل اليك الآن أن تتجاوز عن سيآتي، وتعطيني حياة جديدة لإصلاح نفسي ، وتغيير سيرتي في المستقبل، إخضع حواسي ونفسي وجميع قواي لنعمتك . وأيدني بمدد من لدنك لإنجاز كل خير وأتمام كل مقصد حسن، وبمقدار ما كثرت خطاياي في الماضي أعطيني أن تتفاضل لي تعمنك في المستقبل ، لإزدياد مجد أسمك القدوس .