كان والده ايسيذوروس قسا قديسا ، وقد رزق خمسة أولاد هم باسيليوس وغريغوريوس وكساريون وبطرس ومكرينة . وقد عاش الجميع في القداسة مدي الحياة . وقد تلقي علمي الفصاحة والخطابة علي يد ليبانيوس الفيلسوف الأنطاكي واشتغل بالمحاماة . وفي سنة 358 م هجر العالم وكل أمجاده ، وطاف في براري مصر حيث شاهد النساك وتأثر بهم وعاد فلازم العزلة في إحدى البراري . ولما شاع خبر قداسته التف حوله كثيرون فاتخذوه مرشدا يقودهم في طريق الكمال . وفي سنة 362 م رقي إلى الدرجة الكهنوتية فاستمر يعلم المؤمنين ويدافع عن الإيمان القويم ويرد الضالين وفي سنة 370 م رسم رئسا لأساقفة قيصرية الكبادوك ولكن لجرأته في الحق وتوبيخه الملوك الذين يسلكون ضد العقيدة والآداب أراد الملك نفيه ولكنه أحجم لموت ابنه . ومرة أراد الملك ان يوقع أمرا بنفيه فانكسر القلم فامسك بآخر فانكسر الثاني ايضا وهكذا الثالث فمزق الورقة وترك القديس يرعى شعبه ويدير كنيسته بسلام . وامتلأ باسيليوس من الروح القدس ووضع القداس المشهور المنسوب إليه واجري الله علي يديه عجائب ومعجزات كثيرة . منها ان إحدى الكنائس استولي عليها الهراطقة واتفق الرأي علي غلقها علي ان تعطي لمن يفتحها بصلاته وبصلاة هذا القديس فتحت الكنيسة وتسلمها المؤمنين ثانية . ومنها ايضا : ان مار افرام رأي عمودا من نور من الأرض إلى السماء ولما قال لأخ ان هذا هو باسيليوس آتي إلى قيسارية وشاهد فضائله . وقد رسمه باسيليوس شماسا . ومنها ان امرأة كتبت خطاياها في ورقة وقدمتها للقديس باسيليوس فصلي من اجلها فمحيت خطاياها ما عدا خطية واحدة ، فأمرها ان تمضي إلى الانبا ابرام ليصلي عليها من اجلها ولما مضت إليه أعادها إلى القديس قائلا لها : أسرعي لملاقاته قبل وفاته . فلما عادت وجدته قد انتقل فبكت ووضعت القرطاس علي جسده فمحي ما كان مكتوبا به. ومنها ان طبيبا يهوديا لم يكن ليخطئ في علاجه ، واخبر القديس انه سيموت بعد ثلاثة ايام فصلي إلى الرب فأطال عمره ولم يمت في اليوم الذي حدده فأمن واعتمد هو وأهل بيته . ومنها ان غلاما كتب للشيطان صكا بإنكار مسيحيته ومعموديته وبصلاة القديس باسيليوس عاد الصك وتخلص الغلام من عبودية الشيطان . ولهذا الاب فضائل كثيرة وعجائب عديدة غير هذه وقد وضع ميامر ومقالات ومواعظ ونسكيات وفسر بعض الأسفار من العتيقة والحديثة ووضع قوانين موجودة بين أيدي المؤمنين . صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما ابديا امين .