تفسير سفر رؤيا يوحنا

في بداية الاصحاح ال17 قال الملاك هلم فاريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة0 وفي نهاية نفس الاصحاح قال و المراة التي رايت هي المدينة العظيمة التي لها ملك على ملوك الارض 0 فمن في اواخر الزمان له ملك علي ملوك الارض؟ لم نجد احد له ملك علي ملوك الارض غير هيئة الامم المتحدة 0 ومقرها في نيويورك و الكل يعلم انها لا تكيل بمكيال واحد بل هي تعمل لتنفيذ ارادة امريكا الدولة العظمي0 ولكنه بدء الاصحاح ال18 بقوله ان ملاك اخر اي غير السبعة الملائكة الذين معهم الجامات وهو الذي استنارت الارض من بهائه اي انه يعلن هنا عن الديان العادل الذي انتشر نوره في العالم كله لذلك فانه عندما يقضي يقول انت بلا عذر ايها الانسان0 وهذا الملاك يعلن سقوط بابل و يصفها بالعظيمة ويعلن ايضا انها اصبحت مسكنا لشياطين ونحن نعلم ان مسكن الشياطين هو الهاوية وشيطان اي سطان هي بمعني يسطوا 0 ومحرسا لكل روح نجس0 اي انها حارسة لكل افعال الشرور(عبادة الشيطان- زواج الجنس الواحد- نشر تعاليم مغلوطة عن طريق الاعلام- وغيره الكثير) تحت شعار حقوق الانسان0 ومحرسا لكل طائر نجس و ممقوت0 و من المعروف ان الاخبار هي الطائرة كالطير لتنتشر في كل مكان فهي تنشر كل رجاسات و نجاسات عبر الاخبار الطائرة بالتكنولوجيا و الاقمار الصناعية0 ويعلن انها سقت كل الامم من خمر زناها اي تسببت في ايزائهم وكانت عثرة لهم وبسبب تسلطها وتحكمها- ملوك الارض زنوا معها اي وافقوها علي افعالها ليس بالمحبة بل بالخوف و بالسياسات الشيطانية0 وتجار الارض الذين يهتمون بالمكاسب دون الاهتمام بمصدرها اي حبا في الغني و الرفاهية استغنوا من وفرة نعيمها (يلقون القمح في البحر- يلقون اللبن في البحر- يتاجرون في السلاح و الموت- وغيره الكثير) فان هيئة الامم المتحدة و امريكا هي هي للاسف الكنيسة الاسمية 0 فان اسم المسيح يجدف عليه بسببهم0 لذلك فلنري كيف ستكون دينونتها0 ولكن لان الله كلي العدل يرسل لشعبه رسالة فيقول اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها و لئلا تاخذوا من ضرباتها 0 ولاننا نقول ان الكنيسة ستختطف قبل الضيقة العظيمة يقول احد الاباء كيف سيخرج شعب الله من وسط هذه الاوحال؟ ففي القديم احرق الرب سدوم و عامورا و اهلكها بسبب شرورها ولكن كان له لوط و اولاده فارسل ملاكين و اختطفوهم قبل الهلاك0 و يعلن ان خطاياها قد لحقت السماء0 فان الخروج منها ليس خروج من مكان ولكنه خروج من فكر وتعاليم0 فبابل القديمة كان لها رحمة من الله فعندما اجتمعوا ضد الله بلبل الله السنتهم وفرقهم رحمة بهم0 اما في نهاية الزمان انت بلا عذر ايها الانسان فلك الدينونة العظيمة ان لم ترجع عن شرورك و جهلك0 وفي الاية 6 يطالب الشعوب و الامم بمجازاتها كما هي جازتهم0 فمن له فكر الله يجازيها بالحرب البيضاء اي هي ترميني بسهام النجاسة و انا ارميها بسهام الصلاة و الطهارة0 هي تقدم كاس الزنا و الرجاسة و انا اقدم كاس دم المسيح و القداسة0 في نفس الكاس0 و من ليس له فكر الله سيجازيها كما هي استخدمت الاسلحة ضد الامم و الشعوب فبنفس طائراتها تم تدمير ابراج التجارة العالمية0 وضعفوا لها ضعفا نظير اعمالها اي ان هناك المزيد من المجازاة قادمة لم تاتي بعد وذلك لانها مجدت نفسها و تنعمت و تقول في قلبها انها ليست ارملة0 فان الكنيسة هي عروس المسيح ولكنها اصبحت ارملة لانها حادت عن سيدها و معيلها و مع ذلك تقول انا كنيسة مسيحية0 وهي في الحقيقة ارملة زانية و نجسة0 من اجل ذلك في يوم واحد ستاتي ضرباتها موت و حزن و جوع و تحترق بالنار لان الرب الاله الذي يدينها قوي 0 وكل من كان مستفيد منها سيبكي و ينوح عليها و يضع التراب علي راسه لانه راي دينونتها في ساعة واحدة0 اي ان الذي قام في سنين عديدة بحكمة هذا العالم سياتي خرابه في ساعة واحدة بحكمة الخالق العادل0 وهؤلاء المستفيدين لم ينوحوا حبا لها بل حسرة علي بضائعهم الذي لم يشتريها احد فيما بعد0 ولان الروح القدس دقيق في اقواله فسرد البضائع كلها كل ما يستخدمه الانسان من ماديات التنعم 0 فكان الاثمن هو الذهب و الادني و الارخص هو اجساد و نفوس الناس0 وقال احد الاباء ان الاجساد مقصود بها تجارة الضعارة و نفوس الناس اي تجارة الرقيق0 و ذهب عنك جنى شهوة نفسك 0 اي كل ما كانت تخطط له و تريد ان تجتنيه لم يعد لها وذهب0 و كل التنعم و الرفاهية التي كانت فيها ستزول عنها0 وسيقول التجار ويل ويل المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من نفائسها لانها في ساعة واحدة خربت 0 ونلاحظ ان الشعوب و الامم سيجازوها كل بطريقته ولكن الله له شأن اخر فيقول افرحي لها ايتها السماء و الرسل القديسون و الانبياء لان الرب قد دانها دينونتكم 0 فان الكتاب المقدس بكل تعاليمه يوضح ان ارادة السمائيين لا تتفق مع ارادة الارضيين فعندما تفرح الارض تبكي السماء لذلك عندما تبكي الارض تفرح السماء0 و رفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة و رماه في البحر قائلا هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة و لن توجد في ما بعد 0 وقال السيد المسيح0(6 و من اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى و يغرق في لجة البحر 7 ويل للعالم من العثرات فلا بد ان تاتي العثرات و لكن ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة )(متي 18 6,7 )0 وكل انواع الترفيه و التنعم لانها كانت بالخطية ستفني0 وكل صانع صناعة اي العلم و العلماء و الحكمة الارضية ستفني0 وكل معولات الحياة فيها ستفني0 و صوت عريس و عروس لن يسمع فيك في ما بعد 0 فاننا نري من الان كيف ينظرون لسر الزيجة المقدس اي سر الشركة الرباط المقدس 0 فنجد انهم يستهينون به وهم يمارسون الزنا اولا و الانجاب ثم يفكرون ان كانوا يتزوجون ام لا و ان تزوجوا من الممكن جدا ان يطلقوا كاسرين وصية الله ما جمعه الله لا يفرقه انسان ويريدون ان يضربون الكنيسة القبطية بذلك السهم المهلك ولكن ابواب الجحيم لن تقوي عليها0 لان تجارك كانوا عظماء الارض اذ بسحرك ضلت جميع الامم 24 و فيها وجد دم انبياء و قديسين و جميع من قتل على الارض 0 فان بابل الزانية (هيئة الامم المتحدة- امريكا- الكنيسة الاسمية) اضلت جميع الامم وكانت سبب عثرة للكثيرين وقتل عن طريقها الالاف من الابرياء ووقع الظلم علي كثيرين بسبب سياساتها0 لذلك فقريبا جدا دينونتها العظيمة0 والرب وحده من يمتلك المواعيد ولكن الحكم صدر باهلاكها بالفعل0 ولربنا كل المجد و الاكرام الي الابد0 امين