+ تلك هي النصيحة التي قدمها ملاك الرب إلى لوط بالهرب بسرعة من بيئة مدينة سدوم الفاسدة. فلما أطاع نجا ومعه ابنتاه، بينما زوجته عصت أمر الله، وصارت عبرة للعاصين، السامعين لأصوات أهل السوء، وعدو الخير.
+ ومن الواضح أن هناك نوعين من الهرب، هما الهرب الإيجابي والهرب السلبي، كما يلي:-
1- الهرب الإيجابي: فيه خلاص للنفس بعدم التواجد في بيئة شريرة ومع شخصيات فاسدة ومعثرة للنفس والناس.
+ ولهذا يقول المرنم "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس" (مز1: 1).
+ وقد هرب يعقوب من وجه أخيه عيسو الذي أراد أن ينتقم منه، كما هرب موسى من وجه فرعون بعد أن قتل المصري، وهرب يوسف من زوجة فوطيفار الشريرة، وهرب داود من وجه شاول الذي أراد قتله ........ إلخ.
+ وكان القديس مكاريوس الكبير يدعو الرهبان إلى الفرار (بعد القداس) فسألوه "أين نهرب ونحن في البرية؟!"، فأشار إلى لسانه وقال: "من هذا فروا". حقاً إنه يجب الفرار من أمام الأشرار، ومن الكلام الشرير والمعثر للنفس والغير، حتى لا يدان الإنسان بسبب اللسان. (يع3: 1-12).
+ وما أجمل من أن نهرب من أصدقاء السوء، والزملاء الأردياء، ومن أماكن اللهو والعبث والدنس، حتى تخف الحرب علينا بإبتعادنا عن مادة الخطية. وقد هرب القديسون إلى البراري من وجه الولاه الطغاة الظالمين.
2- الهرب السلبي: ومظاهره كثيرة، ومنها مثلاً هرب يونان النبي من وجه الرب. والهرب من الكنيسة واجتماعاتها، ومن أباء الإعتراف أو المرشدين، ومن وسائط الخلاص. وهرب التلاميذ أثناء آلام المسيح. والهرب من المعلم والمعرفة الجيدة. أو العمل والرزق، والهرب من الخدمة (خدمة الرب) والتحجج بأعذار واهية.
+ وقد أعطانا داود النبي درساً عملياً – بعد سقطته – بأن وضع الرب أمامه كل حين، وأحس برقابته له في كل مكان (مز139: 7).
وهذا درس هام لنا جميعاً.
+ وحذر الرب الأشرار وقال: "ويل لهم لأنهم هربوا (بعيداً) عني" (هوشع7: 13).
+ أخي / أختي ما هو قراركم بالنسبة للهرب المرغوب والمرذول؟! وممن تهربوا؟ وإلى أين تهربوا؟!
منقوووووووووووول
اذكروا كل من له تعب واذكروا ضعفي في صلواتكم