???? زائر
| موضوع: أنقـاذ يونـان مـن قسوتة وكبرياءه الثلاثاء يناير 26, 2010 2:26 pm | |
| كانت نينوى الخاطئة تستحق الموت حسب عدل الله، لآن " أجرة الخطية هي موت". ولكن نينوى الخاطئة ليس لها وجود الآن، حتى يعاقبها الله بالانقلاب....أنها قد انقلبت فعلا عندما تحولت إلى هذا الوضع الجديد. ونينوى الجديدة لا علاقة لها إطلاقا بنيوي الخاطئة، التى ماتت فعلا واختفت صورتها عن أعين الناس. نينوى الجديدة هي مخلوق جديد قد ولد من الروح القدس، مخلوق طاهر نقي، بطبيعة جديدة وروح جديدة، وصفات جديدة. وليس من العدل أن يحكم على هذا المخلوق الجديد بالموت. أذن فإنقاذ الله لنينوى عمل من أعمال عدل الله، وليس فقط من أعمال رحمته…
لو كانت نينوى قد استمرت في خطيئتها وشرها، وأبقاها الله على هذه الحالة ولم ينفذ فيها حكمه، لأمكن القول أن كلمة التهديد قد سقطت ولم تنفذ.
على أن يونان لم يفهم هذا المنطق، وأهتم بحرفية الحكم لا بروحه! لذلك اغتاظ، ولم يكن له حق في غيظه.
ومن الأمور التي تدعو إلى الدهشة، أن يونان بعد صلاته التي عاتب فيها الرب وتذمر مما حدث كان ما يزال يراوده أمل في أن يعود الله فيهلك المدينة، إكراما لنبيه وارضاء لهذا القلب المغتاظ!!. وهكذا يقول الكتاب أن يونان صنع له مظلة خارج المدينة وجلس تحتها " حتى يرى ماذا يحدث في المدينة"!!"4: 5 ".
رأى الله آن يونان مغتم ومغتاظ، فأراد أن يعمل معه عمل محبة. بينما كان يونان يفكر في ذاته، كان الله يفكر في خلاص الناس. الله لم يفكر في كرامته، كيونان. لم يفكر كيف أن يونان عصاه وخالفه وتذمر على أحكامه، وإنما فكر كيف يريح يونان ويخلصه من غمه. عجيبة هي محبة الله هذه….
كان لله عمل كبير مع يونان لا بد أن يعمله….
يسعى لخلاصه هو أيضا، لئلا بعد ما كرز لآخرين، يكون هو نفسه مرفوضا أمام الله "1كو 9: 27 "… كان هذا الذي كرز للناس بالتوبة يحتاج هو أيضا إلى توبة، يحتاج أن يتخلص من قسوته ومن كبريائه ومن اعتزازه بكرامته. وكدأب الله دائما، بدأ هو بعمل مصالحة، فلما رأى يونان مغتما، أعد يقطينة ارتفعت فوق رأس يونان " لتكون ظلا على رأسه، لكي يخلصه من غمه" "4: 6".
ما أكثر ما تتعب يا رب من أجلنا! من أجل راحتنا، ومن أجل إصلاحنا، ومن أجل مصالحتنا. كنا نظن انك استرحت منذ اليوم السابع، ولكنك ما تزال تعمل من أجلنا، استرحت من خلق العالم. أما من جهة رعايته فما تزال تعمل.
أنت تريد أن تريح يونان من غمه؟! ولكنه هو الذي يجلب لنفسه الغم بأسلوبه الخاطئ، نعم، الآمر كذلك، ولكنى أريد أن أريحه من الأمرين معا، من غمه ومن أسلوبه الخاطئ انه ابني على أي حال…..
سأخرج القساوة من قلبه بأعمال الرحمة التي اعملها معه، لكي يرى ويتعلم. وكما أشفقت على نينوى، أنا أشفق عليه أيضا، لان الشفقة هي طبيعتي. لقد أشفقت عليه عندما القي في البحر، وأشفقت عليه وهو في جوف الحوت، وأشفقت عليه في كل أخطائه وأحاسيسه. والآن أشفق عليه في غمه. لقد أعددت له اليقطينة لتظلل عليه، لآني أعرف أنه سيفرح بها جدا. وأنا أبحث عن فرحه، مهما تذمر على أحكامي، ومهما أغتاظ من عملي..
وكان كما شاء الله " وفرح يونان من أجل اليقطينة فرحا عظيما" "4: 6". صدقوني أنني عندما قرأت من الفرح العظيم الذي فرحه، يونان باليقطينة انذهلت جدا... أنها ولا شك عبارة مخجلة..
هل تفرح يا يونان فرحا عظيما من أجل اليقطينة التى ظللت عليك، ولا تفرح ولو قليلا، بل تغتاظ من أجل رحمة الله التي ظللت على 120 ألف نسمة؟! ألم يكن الأجدر أن تفرح هذا الفرح العظيم من أجل خلاص نينوى؟!
ولكنك فرحت باليقطينة، لآتك تفكر في راحتك الشخصية، في ذاتك، وليس في ملكوت الله على الأرض..! والله رأى في أن يفرحك بهذا الأسلوب الذي تفرح به. لكي يريك أنه مهتم بك، وأنه لا يعاملك حسب أعمالك، بل حسب وفر حنانه… ينزل الله إلى مستواك المادي،لكي يرفعك إلى المستوى الروحي اللائق بنبي.. انه يعاملك بهذه الشفقة وأنت خاطئ، لكي يغرس في قلبك الشفقة نحو الخطاة. وهكذا يعالج قسوتك على أهل نينوى وعدم رحمتك نحوهم.
واليقطينة التى أعدها الله ليونان، كانت تحمل هدفين :
الأول هو إظهار الشفقة نحو يونان إذ تظلل عليه، والهدف الثاني أن يتعلم من قصتها درسا روحيا نافعا لحياته. بنمو اليقطينة يعمل الله عمل رحمة نحو يونان، وبهلاك اليقطينة في يبسها، يعمل الله عمل تعليم وإرشاد ليونان، لكي ما تستفيد ماديا ونفسيا وروحيا.
داخل نينوى كان يعمل مع الله في نشر ملكوته بالكرازة، وخارج نينوى كان الله يعمل لآجل يونان لتخليص نفسه، ولتخليصه من غمه…
واستمر الله يعمل، في هدوء وصمت، دون ان يحس يونان بعمله. عندما فرح يونان باليقطينة، فرح بظلها،ولكنه لم يفرح بدرسها، إذ لم يكن قد تلقاه بعد. فرح باليقطينة، ولم يفرح بالله الذي كان يعمل وراء اليقطينة من أجله.
وإذ بدأت خطة الله تأتي بثمرها، ضرب اليقطينة فيبست، أعد لها دودة فضربتها. وانتهى الدور الذي قامت به اليقطينة وبقى ان يتخذها الله مادة للتعليم!
ضاعت اليقطينة، وضاع الظل، وضربت الشمس على رأس يونان فذبل، واشتهى لنفسه الموت. كل ذلك كان بتدبير من الله، لكي يعطى يونان درسا نافعا لخلاص نفسه.
حقا أن الله يدبر كل شئ للخير. الظل للخير، وضربة الشمس للخير أيضا.
يمكن أن يذبل الجسد، ويكون هذا خيرا، لكي تنتعش الروح. ويمكن أن يتضايق يونان وتتعب نفسه ويشتهى الموت، وتكون ضيقته وتعبه جزء ا من الخطة الإلهية صالحا لتخليص روحه وتنقية قلبه….
ان الله يريد لنا الخلاص، وهو مستعد أن يستخدم كافة السبل النافعة لخلاصنا، حتى لو كانت تحمل أحيانا تعبا للجسد، أو تعبا للنفس.
وفى خلال كل هذه التدابير الروحية كان يونان غارقا في تفكيره المادي. يفرح من أجل اليقطينة، ويحزن من أجل ضياعها، دون أن يفكر في خلاص نفسه، ودون أن يهتم بالمصالحة مع الله..
وإذ ذبل يونان من ضربة الشمس،" طلب لنفسه الموت وقال موتى خير من حياتي " (4: 8). وكانت هذه هي المرة الثانية التي يطلب فيها الموت لنفسه: الأولى عندما تضايق من أجل كرامته وسقوط كلمته، والثانية عندما تضايق بسبب ضربة الشمس وسقوط اليقطينة. الأولى لسبب جسدي، دون أن يكون للروح شأن بالموضوع….
آميــــ†ـــــــين |
|
زائر
عدد المساهمات : 1286 تاريخ التسجيل : 17/09/2009 الموقع : اذا خانك من تحب فلا تحزن ... بل انتظر حتى يعطيك ظهره واكتب عليه كان بامكانى الخيانة !!.. ولكن اخلاقى لا تسمح لى بهذه الاهانة
| موضوع: رد: أنقـاذ يونـان مـن قسوتة وكبرياءه الأربعاء يناير 27, 2010 6:12 am | |
| | |
|
NOSA
عدد المساهمات : 888 تاريخ التسجيل : 28/11/2009 الموقع : بعيد عن الناس الرخمه
| موضوع: رد: أنقـاذ يونـان مـن قسوتة وكبرياءه الأربعاء يناير 27, 2010 10:48 pm | |
| | |
|
ابن الموعد
عدد المساهمات : 215 تاريخ التسجيل : 27/12/2009 الموقع : https://st-maria.mam9.com
| موضوع: رد: أنقـاذ يونـان مـن قسوتة وكبرياءه الخميس يناير 28, 2010 3:04 am | |
| | |
|