+ وليس ذلك فقط بل نفتخر أيضاً في الضيقات عالمين أن الضيق ينشئ صبراً. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا + رومية 5 : 3 - 5
نفتخر أيضاً في الضيقات لابد أن تكون هناك ألام ونحن علي الأرض. ولكن لماذا نفتخر في الآلام؟
هب أن الله أعطاني موهبة ما، وبها فرحت، فأنا لابد وسأشكر الله علي محبته. والضيقة والألم هما أيضاً علامات حب الله لي فمن يحبه الرب يؤدبه وهذا التأديب هو لإعدادي للسماء، لذلك نفتخر بالضيقات فهي علامة حب ولنفهم أن الله صانع خيرات، لا يمكن أن يسمح إلا بما هو خير.
إذاً فالضيق خير حتى لو لم نفهم الآن لكننا سنفهم فيما بعد مثل إبن فاشل أتي له أبوه بعصا للتأديب ونجح وصار رجلاً لامعاً مثل هذا الرجل سيظل يفتخر بهذه العصا العمر كله، فهي السبب فيما هو فيه من مجد. وبنفس المفهوم فأيوب الآن في السماء يذكر آلامه بكل فخر، فهي السبب في دخوله للمجد.
لذلك علينا بالإيمان الآن أن نفتخر ونشكر الله علي الضيقات فهي طريق المجد، هي تنشئ ثقل مجد أبدي
الله لا يسمح بأي شئ في حياتي إلا لو كان لازماً لخلاص نفسي لذلك فنحن نشكره كصانع خيرات. والضيقات بهذا المفهوم هي خير نشكره عليه.
عالمين أن الضيق ينشئ صبراً
الصبر هنا ليس هو بالتمرين ولا شجاعة إنسانية ولا هو برود أعصاب أو إنتظار لعوض مادي. بل هو عطية إلهية. فالله لا ينزع الضيقات، بل يعطينا أن نرتفع فوقها، الله يُغيِّر الفكر والقلب فنتقبل الضيقات، إذ نراها لازمة للخلاص، بل هي طريق الشركة مع المسيح المتألم، أما أولاد العالم فكثرة الضيق تضيع صبرهم.
ولكن متي تأتي عطية الصبر وسط الضيق؟
1. عليَّ أن أفكر هكذا: إذا كنت أنت يا رب قد إحتملت كل هذا لأجلي فلأحتمل معك يا رب لنكون شركاء ألم، وشركاء الألم هم شركاء مجد فلنكن كأم يتألم إبنها وتقول "يا ليتني كنت أنا بدلك" لذلك علينا في ضيقاتنا أن نتأمل في ألام المسيح ونقول يا ليتني كنت أنا.. وبهذا نحتمل الألم. فكلما زاد الحب يزداد إشتهاء الألم مع المسيح. وهذا ما دفع الشهداء للألم، وبعد أن إنتهى عصر الإستشهاد بدأ عصر الرهبنة حباً في مشاركة المسيح الألم. ولاحظ أن الله مازال يتضايق ويتألم بسبب خطايا البشر.
2. إذا فهمنا أن الله يستخدم الألم كأداة تطهير وإعداد للسماء سنفهم أن الألم هبة من الله كما قال بولس الرسول (في29:1). فالألم هو أداة خير، ولخلاص النفس وشركة مع المسيح المتألم في الألم وفي المجد.
اذكرونا واذكروا الخدمة في صلواتكم
آميــــ†ـــــــين