الإنسان الروحي عنده ضوابط ثلاثة غاية في الأهمية ، من خلالها يقود عواطفه ، لتسير في الخط السليم الروحي البناء ، فكثيرا ما قادت العاطفة الإنسان في طريق هادم ومدمر ، حينما سلم قيادته للمشاعر ، وربما للأمور الحسية ، كما يحدث في علاقات الشباب مثلا ، التي تقودهم أحيانا إلي الخطية ، وربما إلي ترك المسيح ... أو في محبة المال والعالم ... حتي أن ديماس ترك المسيح وبولس ، لأنه أحب العالم الحاضر .
والضوابط الثلاثة للعاطفة هي :
1- العقل : أعطاه الله للإنسان لكي يدرس الأمور ، ويوازن فيما بينها ، ليختار الأصلح وكمثال : هل يوافق العقل أن يرتبط الإنسان بعاطفة مع أخر خارج الحظيرة ، أو إنسان غير روحي يمكن أن يدمر روحياته؟! ومثال أخر : هل من السليم حدوث إرتباط عاطفي بين شاب وشابة في سن مبكر وهما بعد في "المرحلة الجنسية الشاملة" قبل أن يدخلا إلي "المرحلة الجنسية الأحادية" والتي فيها يمكن للإنسان أن يكون في إستقرار نفسي جيد ، يسمح له بإختيار شريك الحياة؟ ومثال ثالث : عند إختيار شريك الحياة ، هل هنالك توافق روحي وإجتماعي وتربوي ، أم هناك مجرد عاطفة؟ وهكذا ...
2- الروح : بمعني أن من يشعر بعاطفة معينة نحو شخص أو شئ أو قيمة ، عليه –مع الدراسة العقلية- ان يصلي ويسترشد برأي أبيه الروحي ، هل هو يسير في الطريق السليم أم لا؟ إن الزوجة الصالحة هي من عند الرب ، لذلك فالشاب المسيحي الروحاني عليه أن يصلي كثيرا ، ومن أعماق قلبه لكي يعطيه الرب الإستنارة الجيدة ليعرف مشيئة الله في كل أمر ،مستعينا بذلك بأمرين : الصلاة الحارة وإرشاد أب الإعتراف.
3- الروح القدس وقد ذكرنا ذلك أخيرا لأنه الضمان النهائي ، بل الضمان اللانهائي في حياة الإنسان وقراراته . إن عقل الإنسان محدود ومن الممكن أن يخطئ وهو لا يستطيع أن يعرف الأعماق ولا المستقبل ... لذلك يمكن أن تكون قراراته خاطئة . وروح الإنسان محدودة ويمكن أن تتلوث أو تتوه أو تخطئ ... لذلك فالضمان الأكيد والفريد هو عمل روح الله ، وقيادته المضمونة ... والإنسان الذي يريد أن يقود عواطفه حسنا عليه أن يرجع إلي الله في الكتاب المقدس وفي الصلاة وفي الإرشاد الروحي وفي المثابرة علي الإستنارة المسيحية من خلال الإجتماعات والقراءات ... وبعد كل ذلك يجب أن يسلم قيادة نفسه وعواطفه وأفكاره للسيد المسيح ، طالبا منه أن يكون القائد الوحيد لسفينة حياته. وهكذا يسلم الإنسان إرادته بإرادته لله ، فتتحد إرادة الإنسان بإرادة الله ، ويضمن الإنسان سلامة مسيرته ... "سلمنا فصرنا نحمل" (أع 27: 15 ).
إن الإنسان الذي يسلم عاطفته لله ، سوف يجعلها الله عاطفة سليمة منطقيا وروحيا ، مقدسة وطاهرة ، تتوزع علي الناس والخدمة والألحان والقراءة والفنون والآداب ، في نقاوة كاملة ، بنعمة الله طبعا.
والمطلوب من الشباب إذن هو :
1- أن يصلي ... في تسليم.
2- أن يفكر ... في نضج.
3- أن يسترشد ... في ط