الراعي الصالح Admin
عدد المساهمات : 668 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 العمر : 44 الموقع : www.st-maria.mam9.com
| موضوع: قلب امرأة فاضلة الخميس سبتمبر 17, 2009 6:57 pm | |
| قلب امرأة فاضلة وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص، تقدّمت إليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو متكئ ( مت 26: 6 ،7)
لم تكن هذه المرأة تعرف أو تفكِّر في أن الملايين سيقرأون سجلاً لهذه النغمة العميقة في التكريس الشخصي، ولا كانت تتخيل أن عملها هذا سيدوَّن في الكتاب المقدس بأمر السيد نفسه، وأن ذِكرْ ما عملته لن ينمحي أبداً. لم تفكر في أي من ذلك. لم ترَ ذلك ولا كانت تحلم بهذه الشهرة العظيمة حتى تفعل ما فعلت. فلو كان الأمر كذلك، لسلب ذلك من عملها الجمال، وجرَّد ذبيحتها من أي شذا طيب. والرب المبارك أثنى على هذا العمل وقرر بأنه لن يُنسى. ليس فقط أنه زكَّى عملها ومدحه في ذات اللحظة، لكنه أشار أيضاً إلى هذا العمل كأمر يُذكر في المستقبل. وهذا كان كافياً تماماً لقلب هذه المرأة إذ حظيت بمُصادقة الرب. لقد أمكنها أن تُقدم شيئاً حسناً وفي ذات الوقت تحتمل الغضب والانتقاد حتى من التلاميذ، بل وأن تسمع بأذنيها أن عملها هذا ما هو إلا "إتلاف". إلا أن ما قاله لها السيد كان كافياً لإنعاش قلبها.
باختصار لقد كان قلب هذه المرأة ممتلئاً بالمسيح، وهذا أعطى لِما عملته قيمته العُظمى. وقد يُسمي الآخرون هذا إتلافاً. لكننا نثق ونوقن تماماً أنه لا يوجد شيء يُعتبر إتلافاً إذ يُسكب لأجل المسيح. لقد أدان الناس هذه المرأة وهي على صواب. وأن نكرم شخصه الكريم في وقت فيه الأرض ومملكة الظلمة تقاوم شخصه، فإن هذا ـ مثل ما فعلته هذه المرأة ـ هو أغلى عمل وأكبر خدمة يمكن لأي مخلوق أن يقوم بها!
لقد كان ـ له المجد ـ ذاهباً ليُقدَّم ذبيحة، والظلال كانت طويلة، والكآبة كثيفة، والظلمة حالكة، الصليب بكل أهواله يقترب، وهذه المرأة كانت تنتظر ذلك كله، وأتت لتسبق وتدهن جسد سيدها المعبود.
لقد قامت الإمبراطوريات وازدهرت ثم ولَّت وصارت طي النسيان. لكن عمل هذه المرأة لا يزال حياً وسيظل كذلك على الدوام. إن يد السيد قد وضعت نصباً تذكارياً خاصاً لهذه المرأة، ومن نوع لا يمكن أن يُباد أو ينتهي تأثيره. يا ليت الرب يعطينا نعمة فنقتدي بهذه المرأة الفاضلة. ويا ليت أعمالنا ـ أيّاً كانت ـ تكون ثمراً لقلوب تُقدِّر وتعتز بالرب المصلوب والمرفوض والغائب عنا بالجسد الآن، إلى أن يجيء!
| |
|