فى عام 363م بدأ البابا أثناسيوس الرسولى ببناء كنيسة على قبر القديس والشهيد مار مينا العجائبى وجذب المكان الألاف من المسيحيين الذين احبوا فى الأستقرار فى هذه المنطقة وشيدت فى هذه المنطقة المبانى والقصور التى بنيت غالبيتها من أجود أنواع الرخام حتى سميت هذه المدينة بـ المدينة الرخامية , وأطلق عليها الأقباط مدينة بو مينا وبدأت تبنى كنائس كثيرة .
وسرعان ما بنى ديراً على أسم مار مينا فى هذا المكان للرهبان الذين يخدمون هذه الكنائس , وحدث أن أغار عليها البربر الوثنيين ثم العرب المسلمين , ودمرت المدينة تماماً وتخربت وهجرها الأهالى والسكان وأندثرت معالمها فى حوالى القرن العاشر الميلادى .
وفى عام 1905 م أكتشف الأسقف الألمانى "كارل ماريا كارفمان" مدينة مارمينا وأديرتها
يقول القمص صليب سوريال كاهن كنيسة مار مرقس بالجيزة وهى كنيسة قديمة قائمة فى وسط البيوت الصغيرة فى زقاق من أزقتها : " أذكر أنى تقابلت فى سويسرا مع أحد رجال الدين الأجانب فقال لى : " أنتم عندكم بطريرك عظيم بناء ذو أفق واسع تمثل تاريخ كنيسته وشعبه " .. فأجبته : " نعم إنه يبنى الآن كاتدرائية ضخمة فى أرض الأنبا رويس " فقال : " الموضوع مش موضوع كاتدرائية .. ما أحنا عندنا كاتدرائيات كثيرة , لكن كونه يفكر فى تعمير منطقة " بومينا " ويعيد لها مجدها القديم ذات القيمة التاريخية الفريدة فهذا يعنى أن بطريرككم إنسان عظيم وإنه عالم قديس "
وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى أما نحن فنرى أنه لم يتمثل تاريخ كنيسته فقط بل عاش هو نفسه هذا التاريخ بكل ما إحتواه من فرح وما أنسكب خلاله من دموع . كتاب قصة الكنيسة القبطية - ايريس حبيب المصرى - الكتاب السابع ص 40
ويضيف ابونا صليب سوريال قائلاً : " بصراحة كان فى ذلك الوقت أغلب الناس ينتقدون البابا بشدة وأنا واحد منهم وكنا نقول : " ما هذا الذى يعملة ... ؟ يأخذ فلوس الشعب ويرميها فى الصحراء فى الرمال !! "
ولكننا نشكر الرب الذى أثبت أن البابا كيرلس كان يرى مالا نراه ويعرف مالا نعرفه , فقد اعاد مجد منطقة كانت لها مكانتها وبركاتها فى القرن الرابع الميلادى , وأصر البابا أن يقيم فى هذا المكان الطاهر كاتدرائية لها سبعة مذابح مشابهة تماماً للكاتدرائية التى كانت فى القديم وأندثرت , وها نحن نرى ألان أن دير مار مينا قد صار أكبر مزار دينى يتهافت الناس لزيارته لأخذ البركة , وأصبحت تجرى فيه معجزات عظيمة وآيات باهرة
عند بناء دير مارمينا كان أحد الآباء الرهبان يقود جرار الدير في الصحراء، وفجأة تعطل المحرك فتوقف الجرار في قلب الصحراء، نزل الأب الراهب ليكتشف سبب عطل المحرك ونسى أن يجعل تروس التشغيل (الفتيس) في وضع المور كما ترك شداد الوقود في وضع التشغيل مما جعل تغذية المحرك بالوقود مستمرة.
نجحت فجأة محاولات الراهب لإصلاح المحرك فتحرك الجرار وأخذ يندفع في الصحراء بدون قائد، والراهب يجرى خلفه ويصيح مستنجداً غير أن صرخاته تبددت في الصحراء المترامية، اندفع الجرار في إتجاه خيام البدو فأصاب الراهب هلع شديد فربما يدهم الجرار الخيام فتصبح كارثة، غير أن الجرار سار بسرعة بين خيام البدو في دقة بالغة دون أن يصيب أحداً واستمر في سيره فعبر خط السكة الحديد في بلدة بهيج والناس في دهشة، وظل في طريقه حتى اقترب من الكوبري الصغير في أول المدق فلم يصطدم به بل عبره إلى الطريق الإسفلتي العمومي الذي تعبره مختلف أنواع السيارات وحينئذ انحرف الجرار إلى يمين الطريق واستقر في إحدى الحفر لتنتهي لحظات الفزع والرعب التي انخلعت لها القلوب ولكنها كانت مثيرة للعجب لأن الكل أخذ يتساءل: من كان يقود الجرار؟! ألعله مارمينا المشهور بالعجائبي
عيد الشهيد العظيم مارمينا العجائبى
15هاتور 1720ش - 25نوفمبر 2003م
فى كل عام يعيد دير مار مينا باستشهاد القديس مارمينا العجائبي شفيع الدير وفى احتفال كبير تم فى دير القديس العظيم مارمينا العجائبى بصحراء مريوط وفي مساء السبت الموافق 22نوفمبر 2003م – 12 هاتور 1720ش ؛ رفعت صلوات وتسابيح وتماجيد المرفوعة من مجمع الدير إلى الرب الإله ، وبحضور أسقف ورئيس دير القديس العظيم مارمينا العجائبى بصحراء مريوط وحضر صاحب النيافة الحبر الجليل / الأنبا كيرلس آفا مينا ، قام صاحب الغبطة والقداسة البابا شنوده الثالث بزيارة الدير وتطييب رفات القديس الشهيد مارمينا العجائبي بصحراء مريوط ، وحضر الاحتفال أيضاً مع قداسة البابا نيافة الحبر الجليل/ الأنبا ابللو أسقف جنوب سيناء ، والقمص/ ارميا آفا مينا سكرتير قداسته ، والقمص/ شاروبيم الباخومى وكيل البطريركية بالإسكندرية . وقد أقيمت صلاة عشية العيد بكاتدرائية الشهيد مارمينا بالدير .
يوم الاثنين الموافق 14 هاتور 1720ش - 24 نوفمبر 2003م، برئاسة نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس آفا مينا أسقف ورئيس دير الشهيد العظيم مارمينا العجائبى بصحراء مريوط
وحضر نيافة الحبر الجليل الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين ومجمع رهبان الدير، وبعض الآباء الكهنة من الضيوف، والآلاف من محبي القديس مارمينا العجائبي .