ركض طفل الى جده , وهو يبكي دامعا. فطيَّب الجد خاطره وراح يســأله:
* هل ضربك أحد؟
- لا.....! لا.....!
* هل ســلبوك شــيأَ ؟
- أفظع من هذا ......
* ربما ســخروا منك ؟
- بل افظع بكثير !!!
تصور يا جدي اني كنت العب " الغميضة " مع اصدقائي . واختبأت كما اختبأ غيري , وانتظرت , انتظرت طويلا على امل ان يأتي أحد ويجدني في مخبأي , ولكن ذهب الرفاق وتركوني. انا أختبئ ولا احد يأتي ليجدني.
ســمع الجد هذه الشــكوى , فســالت دموعه تأثرا وقال لحفيده: " كذلك الله يا بني َّ , يتشــكى نفس شــكواك! هو موجود ولا احد من البشــر يجِّد في طلبه".
نعم ! الله على امل أن يســعى البشــر في التفتيش عنه ليجدوه فاتحا ذراعيه ليغمرهم ببركاته وعطاياه ولكن البشــر مشــغولون عنه , لاهون.
اســألوا الذين فتّشــوا عن الله في شــخص القريب وخدمته , أية ســعادة غمرت روحهم , واي ســلام تغلغل في كيانهم. واســألوا الذين فتشــوا عن الله في شــخص مريض أو عاجز رقوا له وعطفوا عليه وخففوا من آلامه , اي مرح شــعروا به , وأية غبطة تذّوقوا. واســألوا اولئك الذن راحوا يفتشون عن الله في اعتراف حسن , ومناولة حارة , بكل عواطف الإيمان والحب الصادق . أية خفّة في قلوبهم , حتى لكأن اجنحة نبتت لهم فهم معها في خفة الطير ورفرفته! واســألوا الذين يفتشون عن الله في كتاب روحي أو حياة قديس من القديسين , أية ســعادة ونشــوة روحية شــعروا بها في رفقة الله الذي كان ينتظرهم بين الأسطر من كل صفحة!
" اطلبوا الله , فتحيا نفوســكم الى الأبد