+ اليأس، من حروب الشيطان، ليضعف بها ايمان المؤمنين. لكن مطلوب منا في جهادنا الروحي، أن نبتعد عن تكرار عبارات اليأس، التي كثيراً ما يرددها اليائسون من ضعفاء الإيمان، مثل "مفيش فايدة" أو "يئست من الإصلاح أو من الحل أو من الشفاء أو من تحقيق الآمال".
+ وهناك البعض ممن قد تطول بهم تجربة صعبة. فيبدأون يشعرون بالملل، والزهق، والضجر والتذمر. ثم يسلمون أنفسهم لأفكار شيطان اليأس، الذي يلقي في آذانهم أفكاراً يائسة، قد تدفع بعضهم إلى الإنتحار المادي (قتل النفس) أو المعنوي (الإدمان) وهلاك النفس بالدنس والعادات الضارة.
+ ويرى الآباء أن تسرع البعض في طلب شيء من الله ولا ينالونه بسرعة، يقودهم حتماً إلى الفشل واليأس... لكن نصيحتهم لهؤلاء "إن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" حسب نصيحة الرب يسوع (مت10: 22)... كما أن المؤمن (صاحب الإيمان القوي) دائماً متفاءل ولديه رجاء وعدم اليأس في مراحم الله ومعونته القوية لمن يطلبها بايمان وتكرار.
+ والمسيحي يحتاج إلى جرعة "إيمان" لكي تجعله يسلم أمره لله وينتظر تدخله لحل مشاكله، ويصبر إلى أن يأتيه الفرج، ويشكره مقدماً على ما سيناله منه، سواء بالإستجابة أو عدم الإستجابة مؤمناً أن ذلك في مصلحته حتماً.
+ ولا تيأس من كثرة خطاياك، لأن مراحم الله بلا حدود. وقد قبل الرب أشر الخطاة. مجرمين وزناة وفاسقين كثيرين جداً. عبر الزمان الماضي، وصاروا قديسين وعملوا المعجزات أيضاً!!
+ ولا تيأس من عدم الحصول على الراحة من متاعبك (جا2: 20) الجسدية أو النفسية. فكل ما عليك أن تلتزم بالعلاج الروحي والنفسي معاً، وبعد وقت سترتاح وتفرح، كما حدث لأيوب البار، الذي لم ييأس من رحمة الله، فشفاه وعزاه، وعوضه عما فقده من مال وعيال!! والعبرة بالنهاية دائماً.
+ وقد تنبأ أشعياء النبي عن مجيء السيد المسيح، الذي سيأتي ليعزي الباكين، ويعطي الفرح، بدلاً من النوح، ويملأ النفس بالتسبيح "بدلاً من الروح الشيطانية اليائسة" (إش11: 3).
+ فاذهب (ياعزيزي/ يا عزيزتي) إلى بيت الرب وسلم حياتك له وهو حتماً سيعطيك فعلاً النجاح المادي والروحي أيضاً، لأن هذه هي إرادته ومشيئته (3يو2).
+ ولنأخذ الدرس من صبر القديسين والمعترفين والمجاهدين بشدة في طريق ملكوت الضيق، ومن العلماء والباحثين الذين نجحوا أخيراً بعد جهاد مستميت وسهر طويل في الدرس والبحث.