الاب القديس الانبا إنيانوس ثاني باباوات الإسكندرية . وكان هذا القديس من أهالي مدينة الإسكندرية ، ابنا لوالدين وثنيين ، وكان إسكافيا . وحدث انه لما دخل القديس مرقس الرسول مدينة الإسكندرية ، اتفق بالتدبير الإلهي انه عثر فانقطع حذاؤه فدفعه لإنيانوس ليصلحه . وقد حدث وهو يغرز فيه المخراز إن نفذ إلى الجهة الأخرى وجرح إصبعه . فصرخ من الألم وقال باليونانية " ايس ثيئوس " أي يا الله الواحد ، فلما سمع القديس مرقس ذلك مجد المسيح حيث سمعه يذكر اسم الله . ثم اخذ ترابا من الأرض وتفل عليه ووضعه علي إصبع إنيانوس فبرئ في الحال ، وتعجب إنيانوس من ذلك كثيرا ، واخذ القديس مرقس إلى منزله ، وسأله عن اسمه ومعتقده ، ومن أين أتي ، فقص عليه الرسول من كتب الأنبياء عن ألوهية السيد المسيح ، وعن سر تجسده وموته وقيامته وعمل الآيات باسمه . فاستضاء عقل انيانوس وآمن هو وأهل بيته ، وتعمدوا باسم الاب والابن والروح القدس ، فحلت عليهم النعمة الإلهية ، ولازموا سماع تعليم الرسول ، فعلمهم علوم الكنيسة وفرائضها وسننها . ولما عزم القديس مرقس علي الذهاب إلى الخمس المدن الغربية ، وضع يده علي انيانوس وكرسه بطريركا علي مدينة الإسكندرية سنة 64 ميلادية . فظل يبشر أهلها ويعمدهم سرا . ويعضدهم ويثبتهم علي الإيمان بالمسيح ، ثم جعل داره كنيسة ، ويقال انها هي المعروفة بكنيسة القديس مار مرقس الشهيد . والتي تقوم في مكانها الآن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية . وأقام هذا القديس علي الكرسي اثنتين وعشرون سنة . ثم تنيح بسلام . صلاته تكون معنا امين .