وكانا إبنين لوالدين وثنيين ، وقد خطب بالاريانوس ابنة رجل من أكابر المدينة اسمها كيليكية بارعة الجمال ، وكانت مسيحية تعبد المسيح في السر ، فلما تزوجها شرعت تقص عليه حياة السيد المسيح ، وكيفية الإيمان به ، شيئا فشيئا ، حتى أمن علي يديها واعتمد ، ولما استنار بالنعمة علم أخوه فآمن هو ايضا واعتمد ، وسار في الفضيلة سيرا أهله أن تناجيه الملائكة ، وتخبره بما سيكون من الأسرار ، ولما ملك دقلديانوس وأثار الاضطهاد علي المسيحيين ، كان هذان القديسان يطوفان المدينة ويحملان جسد الشهداء ويكفناها ويدفناها ، فسعي بهما بعض الأشرار لدي طوسيوس حاجب الملك ، فاستحضرهما وسألهما عن معتقدهما ، فأقرا انهما مسيحيان ، فوعدهما بوعود جزيلة إن كفرا بالمسيح وذبحا للأوثان ، فلم ينخدعا بوعوده ، فهددهما كثيرا ذاكرا لهما أنواع العذاب ، فلم يروعهما ذلك ، ولما رأي ثباتهما وصبرهما أمر بقطع رأسيهما ، فرأي الحاجب ملائكة يحملون نفسيهما إلى السماء ، فآمن في الحال بالسيد المسيح ، فحبسوه ثلاثة ايام وفي اليوم الرابع أخرجوه وقطعوا رأسه مع رأس كيليكية زوجة بالاريانوس ، فنال الجميع إكليل الشهادة ، صلاتهم تكون معنا امين